قال صلى الله عليه وسلم : ( حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ) رواه أبو داود
أثبتعلم التغذية الحديثة أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلهالاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدةالبشر فتؤثر في أخلاقياتهم..
فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال واقتناص الفريسة ..
ويقول الدكتور ( س ليبج ) أستاذ علم التغذية في بريطانيا : إن هذهالإفرازات تخرج في جسم الحيوان حتى وهو حبيس في قفص عندما تقدم له قطعةلحم لكي يأكلها ..
ويعلل نظريته هذه بقوله : ما عليك إلا أن تزورحديقة الحيوانات مرة وتلقى نظرة على النمر في حركاته العصبية الهائجةأثناء تقطيعة قطعة اللحم ومضغها فترى صورة الغضب والاكفهرار المرسومة علىوجهه ثم ارجع ببصرك إلى الفيل وراقب حالته الوديعة عندنا يأكل وهو يلعب معالأطفال والزائرين وانظر إلى الأسد وقارن بطشه وشراسته بالجمل ووداعته وقدلوحظ على الشعوب آكلات لحوم الجوارح أو غيرها من اللحوم التي حرم الإسلامأكلها -
أنها تصاب بنوع من الشراسة والميل إلى العنف ولو بدون سبب إلا الرغبة في سفك الدماء ..
ولقد تأكدت الدراسات والبحوث من هذه الظاهرة على القبائل المتخلفة التيتستمرئ أكل مثل تلك اللحوم إلى حد أن بعضها يصاب بالضراوة فيأكل لحومالبشر كما انتهت تلك الدراسات والبحوث أيضا إلى ظاهرة أخرى في هذه القبائلوهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية وانعدام الغيرة على الجنس الآخر فضلاعن عدم احترام نظام الأسرة ومسألة العرض والشرف.
وهي حالة أقرب إلىحياة تلك الحيوانات المفترسة حيث إن الذكر يهجم على الذكر الآخر من القطيعويقتله لكي يحظى بإناثه إلى أن يأتي ذكر آخر أكثر شبابا وحيوية وقوة فيقتلالذكر المغتصب السابق وهكذا ..
ولعل أكل الخنزير أحد أسباب انعدامالغيرة الجنسية بين الأوربيين وظهور الكثير من حالات ظواهر الشذوذ الجنسيمثل تبادل الزوجات والزواج الجماعي ومن المعلوم أن الخنزير إذا ربى ولو فيالحظائر النظيفة - فإنه إذا ترك طليقا لكي يرعى في الغابات فإنه يعود إلىأصله فيأكل الجيفة والميتة التي يجدها في طريقة بل يستلذ بها أكثر منالبقول والبطاطس التي تعوّد على أكلها في الحظائر النظيفة المعقمة وهذا هوالسبب في احتواء جسم الخنزير على ديدان وطفيليات وميكروبات مختلفة الأنواعفضلا عن زيادة نسبة حامض البوليك التي يفرزها والتي تنتقل إلى جسم من يأكللحمه ..
كما يحتوي لحم الخنزير على أكبر كمية من الدهن من بين جميع أنواع اللحوم المختلفة مما يجعل لحمه عسير الهضم..
فمن المعروف علميا أن اللحوم التي يأكلها الإنسان تتوقف سهولة هضمها فيالمعدة على كميات الدهنيات التي تحويها وعلى نوع هذه الدهون فكلما زادتكمية الدهنيات كان اللحم أصعب في الهضم
وقد جاء في الموسوعةالأمريكية أن كل مائة رطل من لحم الخنزير تحتوي على خمسين رطلا من الدهن.. أي بنسبة 50 % في حين أن الدهن في الضأن يمثل نحو 17 % فقط وفي العجوللا يزيد عن 5 % كما ثبت بالتحليل أن دهن الخنزير يحتوي على نسبة كبيرة منالأحماض الدهنية المعقدة ..
وأن نسبة الكولسترول في دهن الخنزيرإلى الضأن وإلى العجول 9:7:6 ومعنى ذلك بحساب بسيط أن نسبة الكولسترول فيلحم الخنزير أكثر من عشرة أضعاف ما في البقر ..
ولهذه الحقيقةدلالة خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكولسترول في دم الإنسان وهذهالمادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعي تترسب في الشرايين وخصوصا شرايينالقلب ..
وبالتالي تسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط وهي السببالرئيسى في معظم حالات الذبحة القلبية المنتشرة في أوروبا حيث ظهر منالإحصاءات التي نشرت بصدد مرض الذبحة القلبية وتصلب الشرايين أن نسبةالإصابة بهذين المرضين في أوروبا تعادل خمسة أضعاف النسبة في العالمالإسلامي
وذلك بجانب تأثير التوتر العصبى الذي لا ينكره العلمالحديث ومما هو جدير بالذكر أن آكلات اللحوم تعرف علميا بأنها ذات النابالتي أشار إليها الحديث الشريف الذي نحن بصدده لأن لها أربعة أنياب كبيرةفي الفك العلوي والسفلي ..
وهذا لا يقتصر على الحيوانات وحدها بليشمل الطيور أيضا إذ تنقسم إلى آكلات العشب والنبات كالدجاج والحمام ..وإلى آكلات الحوم كالصقور والنسور وللتمييز العلمي بينهما يقال : إنالطائر آكل اللحوم له مخلب حاد ولا يوجد هذا المخلب في الطيور المستأنسةالداجنة
ومن المعلوم أن الفطرة الإنسانية بطبيعتها تنفر من أكل لحمالحيوانات او الطيور آكلة اللحوم إلا في بعض المجتمعات التي يقال عنهاإنها مجتمعات متحضرة أو في بعض القبائل المتخلفة كما سبق أن أشرنا . ومنالحقائق المذهلة أن الاسلام قد حدد هذا التقسيم العلمي ونبه إليه منذأربعة عشر قرنًا من الزمان.
المصدر: " الإعجاز العلمى في القرآن والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد ]